دخل نحو 25 ألف سوري التراب الوطني منذ اندلاع الثورة السورية
حتى يومنا هذا، من بينهم من جاء رفقة عائلاتهم وأبنائهم وبعضهم أتى بمفرده،
ووصلوا حتى إلى ولايات الجنوب والغرب بحثا عن لقمة العيش، وهروبا أيضا من
الدمار والحرب على الأراضي السورية.
كثير من السوريين لم يستطيعوا الاستقرار في بلدهم بعد اندلاع الثورة السورية سيما في المناطق الساخنة على التراب السوري على غرار مدينة حمص المنكوبة. وما زاد من تعداد النازحين السوريين إلى الجزائر سهولة الدخول بدون تأشيرة، إذ عادة ما يختار السوريون الجزائر بسبب عدم وجود فيزا.
ويواجه حاليا هؤلاء النازحون مشاكل عدة، خاصة بعد انتهاء مدة الإقامة المحددة بـ3 أشهر، حيث يتحول السوريون إلى مقيمين غير شرعيين مما يجعلهم تحت الملاحقة القضائية، إذ تعرض عدد للمحاكمة والترحيل.
حيث أن القانون الجزائري لا يسمح بتمديد فترة الإقامة إلا في حالة الحصول على عقود عمل، لهذا وجد الكثير من السوريين أنفسهم في مواجهة أزمات عدة.
فيما يعيش الآلاف منهم دون وثائق، مما يجعلهم بدون عمل وبالتالي يضطرهم إلى القيام بالتوسل بحثا عن لقمة العيش على غرار المشاهد المتكررة للتسول في كل المدن الجزائرية.
في هذا الإطار يصرح الدكتور أبو الضاد سالم السالم وهو ناشط سياسي
سوري مقيم بالجزائر للشروق اليومي، أن ظاهرة نزوح السوريين إلى الجزائر هي
في تزايد مستمر، نتيجة للأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في الداخل،
وأنه يتمنى من السلطات الجزائرية مساعدة الجالية السورية بالتراب الوطني
على الاستقرار وقتيا إلى غاية إنفراج الأزمة السورية وذلك بواسطة عدد من
الحلول من بينها تمديد فترة الإقامة للسوريين أو تغاضي الطرف عن ملاحقتهم
القضائية بسبب الظروف الصعبة التي يمرون بها.
ويتمنى المتحدث أيضا تقديم مساعدات مادية إغاثية للمحتاجين منهم سيما العائلات التي جاءت إلى الجزائر رفقة أطفال رضع وصغار.
وناشد المتحدث السلطات الجزائرية بتوفير مناصب شغل مؤقتة تسمح للمواطن السوري المقيم بالجزائر العيش بكرامة وبدون تسول لأنها ليست من عادة الشعب السوري.
كما يتمنى الدكتور أبو الضاد بالسماح للسوريين بمواصلة الدراسة مؤقتا بالجزائر سواء في الأطوار التعليمية أو بالجامعات الجزائرية وهذا طبعا إلى غاية انفراج الأزمة السورية.
ويضيف المتحدث قائلا: إن العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين
الشقيقين السوري والجزائري منذ مئات السنين هي التي دفعتنا للمطالبة بتسوية
أوضاع السوريين المهجرين من بلدهم سيما ونحن في شهر رمضان، وهو شهر الرحمة
والتآخي.
جدير بالذكر أن تعداد السوريين هم في تزايد مستمر منهم من تأقلم مع المجتمع الجزائري ووجد عملا ومنهم من لم تسمح له ظررفه بالتأقلم والعيش.