أكدت مصادر في الحكومة التونسية تسليم البغدادي المحمودي
آخر رئيس وزراء في عهد نظام العقيد الراحل معمر القذافي المعتقل في تونس
إلى السلطات الليبية اليوم الأحد، وقد وصف محاميه هذا التسليم بأنه جريمة
دولة.
ونقلت وكالة أنباء تونس أفريقيا للأنباء عن تلك المصادر قولها إن "البغدادي موجود الآن في ليبيا".
ومن جهته أكد محمد الأحول المسؤول بوزارة الدفاع الليبية لرويترز أن
طائرة هليكوبتر نقلت المحمودي إلى طرابلس اليوم مشيرا إلى أن آخر رئيس
وزراء للقذافي الآن في طرابلس وأنهم يحتجزونه في أحد السجون.
وفي المقابل، وصف مبروك خورشيد محامي البغدادي عملية التسليم بأنها
"جريمة دولة"، وقال إن الحكومة التونسية "لم تحترم القانون التونسي ولا
الدولي ولا مبادئ حقوق الإنسان".
وأشار المحامي الذي يرأس هيئة الدفاع التونسية عن المحمودي إلى أن
المحمودي (67 عاما) تم ترحيله عند الساعة الخامسة بتوقيت تونس، على متن
طائرة خاصة دون علم رئاسة الجمهورية.
وقال إن رئيس الوزراء الليبي الأسبق تقدم بطلب إلى المفوضية السامية
للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل الحصول على اللجوء السياسي، متسائلا:
كيف يتم تسليمه قبل أن ترد المفوضية على الطلب؟".
وتعتبر طرابلس محاكمة أشخاص مثل المحمودي وسيف الإسلام القذافي المحتجز
حاليا على الأراضي الليبية مسألة كرامة وطنية ومقياسا لعملية التحول في
البلاد.
لكن منظمات حقوق الإنسان تشكك في كون النظام القضائي الليبي يستطيع أن
يفي بمعايير القانون الدولي وتقول إنه يجب تسليم المحمودي إلى المحكمة
الجنائية الدولية.
وتقول منظمات حقوقية في تونس من بينها الرابطة التونسية لحقوق الإنسان إن ظروف محاكمة عادلة في ليبيا غير متوفرة.