أدوية طبيعية في أطيب الثمار
عوضاً عن إبتلاع أقراص الأدوية التي قد تفيدنا من ناحية، لكنها تضرنا من نواحٍ عدة أخرى، ما رأيكم في طبق مليء بما لذّ وطاب من الفواكه؟ نعم، الثمار اللذيذة غنية بالعناصر الفاعلة في مكافحة الأمراض والوقاية منها.
الفواكه ليست مجرد أطعمة مرطبة، بل هي كنوز فعلية، تمنحنا عدداً لا يحصى من الفوائد الصحية. وللحصول على أكبر قدر من هذه الفوائد، لابدّ من التنويع في تناول الفواكه. فكل منها يحتوي على مجموعات مختلفة من الفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة التي تساعدنا على مقاومة ومكافحة مختلف الأمراض والإضطرابات الصحية. وتقول المتخصصة الأميركية في التغذية جوي باور إنّه كلما ازدادت أنواع الفواكه التي نأكلها، تضاعفت الفوائد الصحية التي نجنيها منها. ونستعرض في ما يلي فوائد 10 أنواع من الفواكه اللذيذة.
1- التين الطازج لمكافحة إرتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام:
تحتوي 6 حبات من التين الطازج على 890 ملليغراماً من البوتاسيوم الذي يساعد على خفض ضغط الدم، وتشكل هذه الكمية 20% من إحتياجات الجسم اليومية من هذا الملح المعدني الضروري، وهي توازي ضعف ما توفره لنا موزة كبيرة. وكانت دراسة هولندية استغرقت 5 سنوات، قد أظهرت أنّ النظام الغذائي الغني بالبوتاسيوم يرتبط بانخفاض معدل الوفيات الناتجة عن أمراض خطيرة، خاصة أمراض القلب والشرايين، في صفوف الأشخاص ما فوق الخامسة والخمسين من عمرهم. إضافة إلى ذلك فإنّ التين يفيد العظام أيضاً، فهو واحد من أغنى الفواكه بالكالسيوم، إذ تحتوي الحبات الست من التين الطازج على كمية الكالسيوم نفسها الموجودة في نصف كوب من الحليب منزوع الدسم.
2- الرمان للوقاية من أمراض القلب والشرايين ومرض الزهايمر:
نسبة مضادات الأكسدة الموجودة في الرمان تفوق تلك التي نجدها في الشاي الأخضر وفي العنب الأحمر. ووجود هذه العناصر المفيدة في الرمان تمكنه من لعب دور وقائي ضد سرطان الجلد، ودور هجومي قاتل للخلايا السرطانية في الثدي والبروستاتا.
وقد أظهرت الدراسات، التي أجريت على مجموعة كبيرة من المصابين بالسكري، أن أولئك الذيبن كانوا يشربون نحو 60 ملل من عصير الرمان في اليوم لمدة 3 أشهر، نجحوا في الحيلولة دون إمتصاص خلايا الجهاز المناعي للكوليسترول الضار، وهو عامل رئيسي من العوامل التي تسبب تصلب الشرايين.
وفي التجارب المخبرية التي أجراها البحاثة الأميركيون في جامعة لوما ليندا في ولاية كاليفورنيا، تبين أنّ التدهور والإنحلال الذي يلحق بخلايا الدماغ يتراجع بنسبة 50% لدى الفئران التي تشرب عصير الرمان، مقارنة بتلك التي تشرب الماء المحلى بالسكر فقط. كذلك تبين أنّ الفئران التي تشرب عصير الرمان تحرز نتائج أفضل في إختبارات الذاكرة والمتاهات مع تقدمها في السن.
3- الكيوي للتخفيف من تشكل الجلطات الدموية:
من بين 27 نوعاً مختلفاً من أكثر أنواع الفواكه شيوعاً في العالم، تبين لخبراء التغذية في جامعة روتجيرز الأميركية، أن فاكهة الكيوي تحتل المرتبة الأولى من حيث غناها بالعناصر المغذية. كذلك تبين أنّ الكيوي تحتل مرتبة متقدمة جدّاً على لائحة الفواكه الأكثر غنى بفيتامين (E). وهي غنية جدّاً بالألياف الغذائية ومضادات الأكسدة، وخاصة اللوتين. فباستثناء الذرة، تحتوي الكيوي على أكبر نسبة من اللوتين الضروري للحفاظ على صحة العينين، وذلك مقارنة بكل الخضار والفواكه الأخرى.
وفي دراسة أجراها البحاثة في جامعة العاصمة النرويجية أوسلو في عام 2004، تبين أن إمكانية تشكل الجلطات تراجعت بشكل ملحوظ جدّاً لدى المشاركين الذين كانوا يأكلون ثمرتي أو 3 ثمرات كيوي يومياً لمدة 28 يوماً. كذلك فإن مستويات دهون التريغليسيريدز، وهي دهون الدم التي تلعب دوراً في الإصابة بالنوبات القلبية، تراجعت بنسبة 15% لديهم.
4- الإجاص لخفض مستويات الكوليسترول:
من المعروف أنّ التفاح يلعب دوراً بارزاً في خفض مستويات الكوليسترول، غير أنّ الإجاص، وخاصة النوع الآسيوي منه، لا يقل فاعلية عنه، بل يفوقه في ذلك. فثمرة إجاص كبيرة واحدة تحتوي على 10 غرامات من الألياف الغذائية، أي نحو 40% من حاجة الجسم اليومية. أمّا التفاحة الكبيرة فهي تحتوي على نصف هذه الكمية من الألياف. وقد تبين في دراسة أميركية حديثة أجريت في بالتيمور، أنّ المشاركين البالغين الذين يأكلون أكبر كمية من الألياف الغذائية يتمتعون بأدنى مستويات من الكوليسترول الضار ومن الكوليسترول العام في دمائهم. كذلك تبين في الدراسة نفسها أن هؤلاء المشاركين كانوا الأقل وزناً، كما أن محيط خصرهم وبطنهم، ومؤشر كتلة الجسم لديهم كانت أقل مما هي عليه لدى الآخرين، الذين يأكلون كمية قليلة من الألياف.
5- تعتبر ثمرة البابايا واحدة من أغنى الفواكه بمادة بيتا – كريبوكسانثين، التي أظهرت الدراسات أنها قد تلعب دوراً فاعلاً في الوقاية من سرطان الرئتين.
فضلاً عن ذلك فإنّ البابايا، مثل البطيخ الأحمر، غني بالليكوبين، الذي تبين أنّه يسهم أيضاً في الوقاية من أنواع عدة من السرطان، مثل سرطان المعدة، البروستاتا والرحم.
والبابايا يسهم أيضاً في تسريع عملية الشفاء، وخاصة شفاء الحروق عند إستخدامه موضعياً، ويعود الفضل جزئياً في ذلك إلى أنزيم البابان الموجود في هذه الثمرة، والذي يعمل أيضاً على تسهيل عملية الهضم. فقد تبين أنّ هذا الأنزيم يساعد على تحلل الأحماض الأمينية التي تتشكل منها البروتينات، ما يسهل عملية هضمها.
6- التوت البري لمكافحة السكتة الدماغية:
إضافة إلى الدور الشهير الذي يلعبه التوت البري في مكافحة إلتهابات المسالك البولية، تبين أنّ هذه الثمار الصغيرة الحمراء تصنف ضمن أغنى عشرة أنواع من الفواكه بمضادات الأكسدة التي تقي الإصابة بالسرطان. من جهة ثانية، أظهرت الأبحاث أن عصير التوت البري يحتوي على عناصر قادرة على إبطال فاعلية أنواع الجراثيم التي اكتسبت مناعة تجاه المضادات الحيوية، وتمنعها من إحداث أي أضرار في الجسم. وعلى رأس هذه الجراثيم الضارة نجد جراثيم آي – كولي الشهيرة. وكانت دراسة أجريت في كلية الطب في جامعة هارفرد قد أظهرت أن تناول مقدار ثلث كوب من ثمار التوت البري المجففة يؤدي إلى النتيجة نفسها التي نحصل عليها عن طريق إحتساء عصير التوت البري.
من جهة ثانية، أظهرت التجارب التي أجريت على حيوانات معرضة للإصابة بتصلب الشرايين وتضيقها، الذي قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبة القلبية وبالسكتة الدماغية، أن تلك التي كانت تتناول التوت البري المجفف يومياً، أبدت تحسناً ملحوظاً في صحة ومرونة أوعيتها الدموية.
7- الجوافة لتحسين صحة الجلد:
إنّ مقدار كوب واحد من الجوافة المقطعة يحتوي على 5 أضعاف كمية فيتامين (C) الموجودة في برتقالة متوسطة الحجم (أي 377 ملغ مقابل 83 ملغ). ومن المعروف أنّ هذا الفيتامين يعتبر عنصراً أساسياً في إنتاج الكولاجين. وكانت دراسة أميركية حديثة شملت 4 آلاف إمرأة تتراوح أعمارهنّ بين 40 و74 سنة، قد أظهرت أن نسبة التجاعيد لدى النساء اللواتي يتناولن كمية وافرة من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، كانت أقل بكثير من نسبتها لدى الأخريات اللواتي لا يفعلن ذلك.
وتتمتع الجوافة أيضاً بقدرة على وقايتنا من الجراثيم الموجودة في الأطعمة، وخاصة جراثيم ليستيريا. كذلك أظهر العلماء التايلنديون أنّ الجوافة تحتوي على نسبة عالية جدّاً من مضادات الأكسدة تكاد تساوي تلك الموجودة في أبرز الأطعمة المعروفة بالأطعمة الخارقة، مثل البروكولي والتوت الأزرق، ما يجعل من الجوافة فاكهة مكافحة الأمراض بامتياز.
8- الليتشي لمكافحة الأمراض:
تبين في دراسة فرنسية حديثة أنّ فاكهة الليتشي تحتل المرتبة الثانية على لائحة أغنى أنواع الفواكه التي تم فحصها، بالبوليفينولات المرجودة في الليتشي تزيد بنسبة 15% عن تلك الموجودة في العنب الأحمر الذي كان يعتبر الأغنى بهذه المواد الفاعلة. ومن المعروف أنّ البوليفينولات تلعب دوراً مهماً في الوقاية من الأمراض الخطيرة مثل السرطان، فهي تقوم بدور شبيه بالدرع الذي يمنع وصول الأجسام الغريبة الغازية إلى خلايا الجسم وإلحاق الضرر بها.
وكانت دراسة أجراها البحاثة الصينيون في جامعة سيشوان قد أظهرت أن قدرة الليتشي المضادة للأكسدة تجعل منه عنصراً قد يساعد على الوقاية من تشكل الخلايا السرطانية في الثديين.
9- الفراولة لمكافحة الإلتهابات:
تنافس الفراولة الحمضيات في غناها بفيتامين (C)، وهي غنية جدّاً بمضادات الأكسدة وبالبوتاسيوم والفولات والألياف الغذائية.
وقد تبين أن تناول الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين يساعد في الحفاظ على النشاط الذهني، وفي مساعدة الجسم على ترميم الأوعية الدموية، الأنسجة الضامة والأوتار والعظام. وبمساعدة البوتاسيوم المتوافر أيضاً في الفراولة، يمكن لهذا الفيتامين أن يسهم في الوقاية من إرتفاع ضغط الدم. والمعروف أنّ الفراولة تستخدم مع مسحوق بيكربونات الصودا لتنظيف الأسنان، ومكافحة رائحة الفم الكريهة، وذلك بفضل حامض الماليك الموجود في هذه الثمار الحمراء. والواقع أنّ هذه الأخيرة تكتسب لونها المميز من مضادات أكسدة قوية تدعى أنثوسيانين أظهرت الدراسات أنّها تساعد في مكافحة الإلتهابات، وهي واحدة من العوارض الرئيسية في العديد من الأمراض المزمنة، كما أنّها قد تسهم في كبح نمو الخلايا السرطانية. كذلك أظهرت الدراسات أن مضادات الأكسدة الأخرى، المعروفة باسم الأغيتانين والموجودة بوفرة في الفراولة، قد تكون فاعلة في مكافحة السرطان، وخاصة سرطان القولون والرحم.
10- الخوخ للوقاية من الأمراض العصبية:
الخوخ ذو اللون البنفسجي المائل إلى الأزرق الداكن، مثله مثل بقية الفواكه ذات اللون المماثل مثل العنب والتوت الأسود والتوت الأزرق (العنبية)، يمكن أنه يساعد في الوقاية من مرض تصلب الأنسجة ومرض باركينسون، كما يساعد في التخفيف من تدهور القدرات الذهنية مع التقدم في السن، وذلك كما جاء في دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة "أرشيف علم السموم" الأميركية. فالخوخ يحتوي على جزيئات تساعد في كبح عملية إنتاج سموم تلحق الأضرار بالدماغ وبأعضاء الجسم الأخرى. وللحصول على هذه الفوائد ينصح الخبراء بتناول حصتين من الفواظه الدكناء هذه يومياً، أي ما يعادل خوختين كبيرتين، أو كوب ونصف الكوب من العنب الأحمر أو كوب من التوت الأزرق.
م/ن