سائح واحد فقط جلب إلى مدينة تارودانت في جنوب المغرب «شهرة سياحية»، وجذب إليها عددا كبيرا من السياح خاصة الفرنسيين. ليست في الأمر مبالغة، لكنها حقيقة ملموسة. هذا السائح هو الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك.
اعتاد شيراك وحتى إبان فترة توليه رئاسة الجمهورية الفرنسية على تمضية عطلة رأس السنة في تارودانت. واستمر الوضع على هذا المنوال بعد أن انتهت فترته الرئاسية، حيث أصبح يتردد أكثر من مرة على هذه المدينة التي تعد من أقدم المدن المغربية وأكثرها عراقة، إذ يرجع بعض المؤرخين تاريخ تأسيسها إلى حقبة تعود إلى ما بين 2300 و2400 قبل الميلاد، ولعبت المدينة دورا أساسيا بعد الفتح الإسلامي للمغرب إبان الحكم المرابطي والموحدي، ثم أصبحت عاصمة للدولة السعدية لمدة 22 سنة قبل انتقالها إلى مراكش. وعلى الرغم من أن مشاهير آخرين يزورون تارودانت، فإن اختيار جاك شيراك لها جلب لها بالفعل رواجا سياحيا كبيرا. ويقول مدير وكالة سفر وسياحة إن بعض وكالات السفر والسياحة الفرنسية تستعمل جملة سحرية لجذب السياح الفرنسيين، ومن ذلك عبارة على الملصقات السياحية تقول «جاك شيراك اختارها لعطلاته.. فلماذا لا تفعل مثله؟». وهناك أيضا مشاهير آخرون يترددون على المدينة، ومن هؤلاء فرح ديبا إمبراطورة إيران السابقة، ويمكن الإشارة أيضا إلى الفنان التشكيلي التشيلي الراحل كلوديو برافو الذي عشق المدينة وارتبط بها وطلب أن يدفن بها.
اشتهرت تارودانت أيضا بمناظرها الجبلية الأخاذة ومعالمها التاريخية ومنتجاتها الحرفية، مما جعلها قبلة للسياح الذين يقصدون مجموعة من الفنادق التي عرفت بخصوصياتها وجماليتها، ومن ذلك الفندق الباذخ الذي يقيم فيه عادة جاك شيراك وهو فندق «الغزالة الذهبية»، حيث يقيم فيه كذلك مشاهير ومسؤولون كبار من مختلف بلدان العالم، كما يوجد كذلك فندق آخر مماثل للفندق الأول وهو فندق «جنان إيناس» الذي شيد حديثا ويعتبر تحفة معمارية، حيث وظفت فيه مجموعة من التقنيات التي تستعمل في البناء المغربي الأصيل.