السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صحا فطوركم واليوم أتيت لكم بالشمعة الثانية
عنوانه الشمعة الثانية :حاولوا ان تنجحوا في الامتحان الكبر
ومحتوى هذه الشمعة كالاتي :
نحن في هذه الحياة في معهد مهني من نوع غريب ، حيث ان الواحد منا لا يتعلم، و يدرس ثم يدخل الاختبار ،لكنه يدرس ويختبر في آن واحد. وليس الغريب استمرار الاختبار طوال الحياة فحسب لكن الغريب ايضا تنوع اساليب الاختبار ،فهذا ممتحن بذكائه وهذا بغبائه، وهذا ممتحن بفقره،وذاك بثرائه وهذا بصحته ،وذاك بمرضه وهذا بشهرته،وذاك بخموله...امتحانات عجيبة وفريدة،ونتائجها مصيرية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معننى ،فحين نرحل عن هذه الحياة نكون قد أدينا الامتحان الأخير الحاسم، وهنيئا لمن أجاب على أسئلته بصورة صحيحة والويل والهلاك لمن أجاب عليها بصورة خاطئة .يقول الله ـ عز وجلـ في توضيح هذه الحقيقة:(( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور)) سورة الملك :2 وقال سبحانه(( فمن زحزح عن النار ، وادخل الجنة فقط فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)) سورة آل عمران :185
المشكل الأكبر في هذا الموضوع ،هو إننا لا نعرف متى ينتهي وقت الاختبار، ويسحب المراقبون أوراق الإجابة .كم أخطا الناس يا أبنائي وبناتي في توقعاتهم لمدة الاختبار؟ وكم من الناس أطلقوا الصيحات والرجاءات من اجل تمديد مدة الامتحان نصف ساعة ،حتى يتوبوا يرجعوا ، فلم يجاوبوا، ولم يلتفت إليهم ((فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون )) سورة الأعراف 95. وقال ـسبحانه ـ (( فإذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ))سورة الاعراف34 ماذا يعني هذا بالنسبة إلى بناتي وأبنائي؟
انه يعني الأتي:
1. علينا أن نوسع دائرة احساسنا بتصرفاته وإعمالنا لتكون دائما تحت المراقبة ،ولنؤديها كما يحب الله تعالى
2. إذا وقع الواحد منا في خطا أو زلة ، فان المطلوب منه هو المسارعة إلى التوبة والى التصحيح قبل أن يلقى الله ـ تعالى ـ وهو في حالة سيئة
3. يجب علينا إن نوطن أنفسنا على مجاهدة النفس وكبح الشهوات على نحو دائم
4. من المهم أن نبتعد عن أولائك المستخفين بالاختبار والغافلين عنه ،حتى لا ننجرف معهم ، فنخسر خسارة عظمى يصعب تحديدها الآن .