توالت الردود الدولية على تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق الذي أودى بحياة
أربعة من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين في سوريا، فبينما رأت دول في
الهجوم مؤشرا على أن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة، أدانت دول أخرى التفجير
واعتبرته 'عملا إرهابيا'.
وأسفر الانفجار -الذي وقع في مقر الأمن
القومي بحي الروضة في العاصمة السورية دمشق أثناء اجتماع لوزراء وقادة أمن-
عن مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة، والعماد آصف شوكت نائب وزير
الدفاع وصهر الرئيس السوري، ووزير الداخلية اللواء محمد الشعار، ورئيس خلية
الأزمة العماد حسن تركماني.
دعوة للتنحي
وفي تعليقه على الحادث،
دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون اليوم الخميس الرئيس السوري بشار
الأسد للتنحي، وأكد ضرورة أن يجري تغيير النظام في دمشق تفاديا لنشوب حرب
أهلية صريحة.
وأضاف كاميرون للصحفيين في كابل 'لدي رسالة واضحة جدا
للرئيس الأسد، وهي أن الوقت قد حان ليرحل وأن الوقت قد حان لانتقال في هذا
النظام، وإذا لم يحدث انتقال فإن من الواضح تماما أن حربا أهلية ستندلع'.
ووجه
خطابه للرئيس الروسي فلاديمر بوتين قائلا 'الرسالة للرئيس بوتين والرسالة
لكل من في مجلس الأمن الدولي هي أنه حان الوقت ليقر مجلس الأمن رسائل واضحة
وصارمة بشأن العقوبات، أعتقد بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة
دون أي لبس في هذا'.
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان
كي مون -في بيان وزعه المتحدث باسمه- إن أعمال العنف التي يرتكبها أي طرف
غير مقبولة، وتشكل انتهاكاً لخطة النقاط الست التي تقدم بها المبعوث الخاص
كوفي أنان.
وأضاف البيان أن الأمين العام يشعر بالقلق البالغ
للتقارير الواردة عن استمرار استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل قوات الأمن
السورية -بما في ذلك في مدينة دمشق- ضد المدنيين، على الرغم من تأكيدات
الحكومة المتكررة أنها ستسحب مثل هذه الأسلحة.
أما المبعوث المشترك
للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان فاعتبر أن التفجير
يعزز الحاجة إلى اتخاذ إجراء 'حاسم' من جانب مجلس الأمن الدولي، لكنه عبر
عن إدانته القوية 'للإرهاب من كل الأطراف'. كما أدان الهجوم الأمين العام
للأمم المتحدة بان كي مون 'بشدة'.
إدانة
وقد أدانت فنزويلا
التفجير وحثت القوى الأجنبية على عدم التدخل عسكريا، وقالت وزارة الخارجية
الفنزويلية في بيان 'تعبر الحكومة عن أعمق تعازيها للشعب السوري الباسل،
وخصوصا عائلات ضحايا هذه الجريمة الجديدة'.
كما استنكرت إيران
التفجير، وقالت إن الدعم الخارجي 'للأعمال الإرهابية لن ينجح في زعزعة
استقرار سوريا'، ورأت أن 'السبيل الوحيد لحل الأزمة الحالية في سوريا هو من
خلال المحادثات'. وقال وزير خارجيتها علي أكبر صالحي إن ما وصفه باعتداء
دمشق مؤشر على أن 'الإرهاب يتمدد في سوريا'.
وطالب الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين بالقبض على منفذي ما وصفه بالهجوم 'الإرهابي' في دمشق
ومعاقبتهم. ورأى وزير خارجيته سيرغي لافروف أن تصويت مجلس الأمن في مثل هذه
الظروف على مشروع قرار يفرض عقوبات على الحكومة السورية يعد دعما مباشرا
'للحركة الثورية'.
وفرنسياً، أدان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ما سماه 'الإرهاب'، وقال إن ما جرى يؤكد ضرورة حصول انتقال سياسي في سوريا.
ضربة هائلة
من
جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن الوضع في سوريا 'يخرج
عن السيطرة'، وأضاف أن المجتمع الدولي بحاجة إلى 'ممارسة أقصى درجات الضغط
على الأسد لكي يفعل الصواب ويتنحى ويسمح بانتقال سلمي للسلطة'.
ووصف
ملك الأردن عبد الله الثاني الهجوم -في مقابلة مع شبكة سي أن أن
الأميركية- بأنه 'ضربة هائلة' لنظام الرئيس السوري، رغم تشكيكه في أنه
سيؤدي إلى انهيار وشيك للنظام.
وأضاف أن الأسد أصبح الآن أمام
'الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية' في سوريا. معتبرا أن 'الأمور باتت معقدة
جدا جدا، إلى حد أنني أعتقد أن السيناريو الأسوأ بالنسبة إلينا كلنا في
المنطقة هو عندما نصبح أمام حرب أهلية مفتوحة. عندما تقع في الهاوية ليس
هناك من طريق للعودة'.
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية
نبيل العربي أن التفجير يشكل 'تطورا مؤثرا' في مسار الأحداث التي تشهدها
سوريا، مؤكدا أن الجامعة تتابع باهتمام تلك التطورات.
وقال العربي
-في بيان له- إن جامعة الدول العربية حذرت مرارا من أن العنف يولد دائما
عنفا مضادا، ويؤدي إلى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب
أهلية.
ودعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحكومة السورية
إلى 'التفكير مليا في الهجوم الذي استهدفها'، ونفى بشدة أن يكون لبلاده أي
ضلع فيه.