هدد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف باستخدام بلاده حق النقض
(الفيتو) لمنع صدور مشروع قرار غربي بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي تحت
الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. على صعيد آخر قال وزير الخارجية
الفرنسي إن العميد السوري المنشق مناف طلاس يجري اتصالات مع المعارضة، في
حين أعلن تيار سوري معارض في دمشق عن عقد مؤتمر نهاية الشهر الجاري
للانتقال السلمي للسلطة دون أن يشارك فيه النظام والمجلس الوطني السوري.
ونقلت
وكالة إنترفاكس الروسية عن غاتيلوف قوله إن موسكو ستصوت ضد مشروع القرار
المقترح إذا عرض على التصويت العاجل الخميس، 'مع علمهم بأن هذا النص مرفوض
بالنسبة لنا، عندها لن ندعه يمر'.
واعتبر المسؤول الروسي أن 'مشروع
القرار بمجمله غير متوازن'، فهو يفرض 'موجبات' على الحكومة السورية وحدها
وبالتالي فهو 'مرفوض' بالنسبة لروسيا، لكنه أوضح أن موسكو مستعدة لمواصلة
التفاوض بشأن قرار مشترك، لكنها ترفض توجيه تهديدات ضد الرئيس السوري بشار
الأسد.
يأتي الموقف الروسي بعدما وزعت بريطانيا بالنيابة عن الدول الغربية مشروع قرار بشأن سوريا تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
ويمدد
القرار مهمة بعثة المراقبة الدولية في سوريا لمدة 45 يوما، ويطالب السلطات
السورية بتنفيذ فوري وجاد للنقطة الأولى من خطة المبعوث الدولي العربي
المشترك كوفي أنان التي تقضي بوقف كل أشكال العنف فورا وسحب القوات
العسكرية والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية.
وفي حال عدم تنفيذ
دمشق لهذا البند خلال عشرة أيام من تبني مشروع القرار، سيفرض القرار -الذي
حصلت الجزيرة على نسخة منه- عقوبات بموجب المادة 41 من الفصل السابع التي
تتضمن عقوبات تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية ووقف الصلات الاقتصادية
والمواصلات ووسائل الاتصال، ولا تجيز هذه المادة استخدام القوة كما تفعل
المادة 42.
في المقابل اقترحت روسيا مشروع قرار آخر يمدد تفويض بعثة المراقبين الدوليين في سوريا ولكن من دون أي إشارة إلى عقوبات.
دعم أميركي
من
جانبها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن بلادها ستواصل
دعم مسعى أنان للخروج بقرار جديد من مجلس الأمن يتضمن عواقب حقيقية على
النظام السوري في حال عدم امتثاله لمقررات المجتمع الدولي.
وأِشارت
كلينتون في العاصمة الكمبودية بنوم بنه 'تجربتنا خلال العام الماضي توضح
بشكل جلي أن نظام الأسد لن يفعل أي شيء بدون مزيد من الضغط'.
وأوضحت
أنها اتفقت مع نظيرها الصيني يانغ جيتشي على الضغط من أجل تطبيق ما يطلق
عليها خطة جنيف التي وقعت عليها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وكان
أنان قال في مؤتمر صحفي من جنيف أمس -بعد تقديمه تقريرا لمجلس الأمن عن
نتائج جولته بالمنطقة- إن الأسد عرض عليه اسما بعينه كمفاوض سوري مفوض بشأن
الأزمة السورية، غير أن أنان طلب إمهاله 'لمعرفة المزيد عن هذا الشخص'.
وكانت
الدول الأعضاء بمجلس الأمن قد أعربت عن شعورها 'بالقلق والإحباط' إزاء
العنف المتواصل في سوريا بعد الاستماع إلى تقرير أنان، فيما أعلن رئيس
المجلس نيستور أوسوريو أن أنان قدم جميع 'العناصر السياسية' التي تتيح
للحكومة والمعارضة البدء بحوار لإنهاء العنف.
على صعيد آخر توقع
رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية راشد الغنوشي اليوم سقوطا وشيكا
للنظام السوري الذي يواجه ثورة منذ أكثر من عام، وقال في افتتاح المؤتمر
العام لحركة النهضة إن نجاح انتخابات ليبيا يعد انتصارا آخر للربيع العربي،
مشيرا في السياق نفسه إلى انتصار آخر قريب في سوريا.
تحركات المعارضة
في
سياق متصل بالتحركات السياسية قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس
اليوم إن العميد في الحرس الجمهوري السوري مناف طلاس الذي انشق الأسبوع
الماضي، أقام اتصالات بالمعارضة السورية وإن هناك تقاربا بينهما، دون أن
يؤكد إذا كان العميد طلاس متواجدا حاليا في باريس أم لا.
وكانت باريس وواشنطن اعتبرتا انشقاق العميد مناف طلاس بمثابة نكسة لنظام الأسد.
وفي إطار الانشقاقات أيضا اعتبر البيت الأبيض الخميس أن انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس 'مؤشر إضافي على يأس' نظام الأسد.
وِأشار
المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جاي كارني إلى أن هذا الانشقاق يثبت أن
'المحيطين به من دائرة المقربين منه ومن الدائرة الأوسع في قيادة الجيش
والحكومة بدؤوا يقيمون فرص بقاء الأسد في السلطة ويختارون التخلي عنه
والانضمام للشعب السوري'.
من ناحية أخرى أعلن تيار سوري معارض
الخميس عن عقد مؤتمر في نهاية يوليو/تموز الجاري في دمشق 'لإيقاف العنف
والانتقال السلمي للسلطة'، رافضا مشاركة النظام والمجلس الوطني السوري فيه.
ودعا
رئيس تيار 'بناء الدولة السورية' الكاتب لؤي حسين في مؤتمر صحفي إلى عقد
مؤتمر بعنوان 'إنقاذ الوطن السوري' في دمشق السبت 28 الشهر الجاري تشارك
فيه 'كل القوى التي تريد تغيير النظام بطريقة سلمية أي القوى التي لا ترضى
بالإصلاح الذي يدعيه النظام ولا بالوسائل العنفية'.
وبين أن الهدف من المؤتمر 'تجنيب البلاد المخاطر وإيقاف العنف وإنهاء حالة الاستبداد والانتقال السلمي للسلطة'.
وقال
حسين في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن السلطة لن تكون طرفا في
المؤتمر، لأنها غير جادة في الحوار، كما تحفّظ على حضور ممثلين عن المجلس
الوطني السوري. وقال 'نحن نعمل داخل البلاد وليس خارجها، ليأتوا إلى هنا'.
وأشار
رئيس تيار بناء الدولة إلى 'مصاعب' في طريق انعقاد المؤتمر بينها 'جمع
القوى، لأن القوى التقليدية لديها مخاوف وحسابات، وهناك قوى تنقصها الجرأة
الأمنية والسياسية بأن تظهر للعلن'.