خسر
الاف المزارعين الصغار في ولاية ريو غراندي دو نورتي في شمال شرق البرازيل
القاحل والفقير كل محاصيلهم من القطن والذرة بسبب موجة جفاف لا مثيل لها
منذ ثلاثين عاما.
ويقول جوزيه هولاندا دي موارس وهو مزارع في ال43 من
العمر من بلدة أبودي التي تبعد 300 كيلومتر عن ناتال عاصمة الولاية "السنة
الماضية، حصدت 800 كيلوغرام من القطن و300 كيلوغرام من السمسم وطنا من
الذرة و400 كيلوغرام من الفاصولياء السوداء. أما هذه السنة، فقد زرعت
البذور لكنها لم تمطر وخسرت كل شيء".
يزرع هولاندا أرضا مساحتها 19 هكتارا في منطقة صادرتها الحكومة سنة 1999 وسلمتها إلى مزارعين بلا أراض في إطار الإصلاح الزراعي.
وتقع
القرية التي تضم أرضه وسط منطقة كبيرة شبه قاحلة سجلت فيها المتساقطات أقل
من 150 ملمترا خلال الأشهر الستة الأولى من السنة. وتتألف النباتات بشكل
خاص من أشجار صغيرة شائكة وموسمية، مثل الصبار والشجيرات وأعشاب متأقلمة مع
الجفاف.
ولضمان الإنتاج، يحتاج المزارعون إلى 600 ملمتر من الأمطار
على الأقل في غياب الري، كما هي الحال في غالبية الأملاك الريفية الصغيرة
في هذه المنطقة.
وتجد أكثر من 1134 بلدة في هذه المنطقة نفسها في حالة طوارئ بسبب النقص في المتساقطات.
وتشير التقديرات إلى أن أربعة ملايين شخص وقعوا ضحية الجفاف في تلك المنطقة حيث تهطل الأمطار من شباط/فبراير إلى نيسان/أبريل.
ويقول
جوزيه ماريا سوزا وهو مزارع لديه ثلاثة أولاد "عمري 51 سنة، عملت طوال
حياتي في الزراعة وهذه هي السنة الأولى التي لم أحصد فيها شيئا بسبب
الجفاف".
وكان سوزا مزارعا بلا أرض يزرع أرض أحد المالكين ويتشاطر
معه الأرباح. ولكن بعد أن حصل على قطعة أرض في إطار الاصلاح الزراعي، سيكون
من الصعب عليه تأمين لقمة عيشه لأنه خسر كل محاصيله من الذرة والقطن.
وفي
منطقة مجاورة، خسرت إيفون بريلهانتي (36 عاما) وهي أم لفتى في الثالثة عشر
من العمر كل محاصيلها من الذرة والقمح التي كانت تؤمن لها 300 دولار
شهريا.
وتشرح المزراعة التي تتوقع أن تحقق بعض الأرباح من بيع العسل ومن أبقارها القليلة "لم تهطل الأمطار هذه السنة".
ويشرح
جوزيه ماريا سوزا أن الري قد يسمح للمزارعين بالاستمرار في الانتاج على
الرغم من الجفاف، لكن إنشاء بئر يكلف الكثير أي ما بين 25 و75 ألف دولار.
وتقول
روزان غروغل من وزارة التنمية الزراعية التي تساعد هؤلاء المزارعين الصغار
المعدمين "نتعايش مع الجفاف المتفشي ونحن بحاجة إلى تدابير لمواجهة هذه
المشكلة".
وتوضح أن الحكومة فتحت قروضا طارئة مخصصة للمزارعين الذين تأثروا بالجفاف.
وأعلنت وزارة الاندماج الوطني أنها خصصت 1,3 ملايين دولار لمكافحة الجفاف، مثل تأمين 30 ألف صهريج وإصلاح 2400 بئر.