نغمة الصمت المراقبة العامة
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 420 نقاط : 17582 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 30/08/2011 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : لاباس به الآوسمة :
| موضوع: تأملات حول فاتحة كتاب الله الأربعاء 27 يونيو 2012, 23:00 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تهدف فاتحة الكتاب بجملتها إلى : بث روح العبادة في المتدبر لها . وروح العبادة هي: إشراب القلوب خشية الله تعالى , وهيبته , والرجاء لفضله. وليست فقط الأعمال المعروفة , من : فعل, وكف, وحركات باللسان والأعضاء ؛
فقد ذكرت العبادة في الفاتحة قبل ذكر الصلاة وأحكامها , والصيام وأيامه. وإنما هذه الأعمال : مما يتوسل به إلى حقيقة العبادة , ومخ العبادة :الفكر والعبرة. وهذه الروح : كانت في المسلمين قبل أن يكلفوا هذه الأعمال البد نية ,
وقبل نزول أحكامها التي فصلت في القرآن تفصيلا ما .(10) : تقسيم آيات السورة موضوعيًّاتتكون سورة "الفاتحة" من: ثلاث فقرات.(17) الفقرة الأولى :
عبارة عن (3) آيات. من الآية الأولى : حتى نهااية الآية (3) وفيهبيان أساس العقيدة الإسلامية :
وهو الإيمان بالله تعالى رب العالمين , والإيمان باليوم الآخر . والفقرة الثانية :
عبارة عن (آية) واحدة. وهي الآية : (4) من السورة. وفيهابيان أساس العبادة
: وهو الإخلاص لله تعالى فيها , وبها ,
حيث إن تقديم الضمير إياك على الفعل في العبادة والاستعانة ..يفيد ذلك , ويؤكد عليه . والفقرة الثالثة
: عبارة عن (3) آيات , على رأي من اعتبر "البسلمة" ليست من السورة ,
وآيتان على رأي من اعتبر "البسملة"
آية [ النساء: 69] من السورة . وفيهابيان أساس الطريق إلى الله تعالى :
وهو القدوة الحسنة , المتمثلة في الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وبيان أساس الإنحراف عن الصواب : وهو القدوة السيئة ,
المتمثلة في المغضوب عليهم والضالين , ومن تابعهم , أو رضي ما هم عليه. أبرز موضوعات السورةاشتملت فاتحة الكتاب على مجمل ما جاء به القرآن تفصيلا . فالقرآن الكريم جاء: أ- لهداية الناس إلى العقيدة الصحيحة وتثبيتها في عقولهم وقلوبهم . · ب- إرشاد الناس إلى الشريعة المنظمة لحياتهم ,
والمؤدية بهم إلى فلاح الدنيا , وسعادةالآخرة .
نقلا عن موقع هدى الاسلام بإشراف أ.د.,عبد الحى الفرماوى
========= 1-التوحيد؛لأن الناس كانوا وثنيين , وإن كان بعضهم يدعي التوحيد,
ولا تزال الوثنية فاشية إلى اليوم في كثير من خلق الله , وبصور لها عديدة . 2-العبادة. التي تحيي التوحيد, وترسخ العقيدة في السلوك والقلوب, وتثبتها في النفوس . 3- الوعد والوعيد. الوعد بالبشارة لمن وحد , وثبت اعتقاده , وحسنت عبادته , واستقام سلوكه. والوعد:يشمل ما للأمة وما للأفراد , ويعم نعم الدنيا والآخرة , وسعادتها. وقد وعد الله المؤمنين : بالإستخلاف في الأرض , والعزة والسلطان ,
والسيادة وفي الآخرة بالجنة . والوعيد بالسوء لمن لم يوحد , واهتز إعتقاده , أو خالف . وقد أوعد الله المخالفين : بالخزي والشقاء في الدنيا , وفي الآخرة بنار الجحيم . ويشمل كذلك ما للأمة وما للأفراد , ويعم نقم الدنيا والآخرة , وشقاءهما. 4ـبيان سبيل السعادة – وهي الشريعة , وكيفية السير فيه, وهو الموصل إلى نعم الدنيا والآخرة. 5-عرض قصص من اهتدى إلى : العقيدة الصحيحة , والتوحيد الخالص ,
فوقف عند حدود الله تعالى, وأخذ بأحكام دينه ,
وكذلك: أخبار الذين ما أشربت قلوبهم عقيدة التوحيد , ولم يقفوا عند حدود الله تعالى ,
ولم يلتزموا بدينه, بل نبذوا كل ذلك ظهريا. هذه هي الأمور : التي احتوى عليها القرآن ,
وفيها حياة الناس وسعادتهم الدنيوية والأخروية .
والفاتحة: مشتملة عليها إجمالا بغير ما شك ولا ريب.(10) فأما التوحيد :
ففي قوله تعالى:
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وأما العبادة:
ففي قوله تعالى:
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }. .وأما الوعد والوعيد:
ففي قوله تعالى:
{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }.وأما بيان سبيل السعادة :
ففي قوله تعالى:
{ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ }.وأما القصص والأخبار :
ففي قوله تعالى:
{ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ * غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }ويتبين من ذلك : أن الفاتحة قد اشتملت إجمالا على الأصول التي يفصلها القرآن تفصيلا. ومن هنا : كان إنزالها أولا, موافقا لسنة الله تعالى في الإبداع . وعلى هذا :تكون الفاتحة جديرة بأن تسمى "أم الكتاب"
كما نقول: إن النواة أم النخلة.(11) بعض الدروس المستفادة1- أن في هذه السورة من(18): كليات العقيدة الإسلامية , وكليات التصور الإسلامي ,
وكليات المشاعر والتوجهات؛ ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة,
وحكمة بطلان كل صلاة لا تذكر فيها السورة. فالكلية الأولى في التصور الإسلامي : نجدها في البدء باسم الله ,
وما ينطوي عليه من توحيد الله والأدب معه. كما يمثل قاعدة التصور الإسلامي : قوله تعالى رب العالمينبل إن الربوبية المطلقة الشاملة في قوله تعالى رب العالمين : هي إحدى كليات العقيدة الإسلامية . إذ إن إطلاق الربوبية في هذه السورة , وشمولها للعالمين جميعا,
هي مفرق الطريق بين النظام والفوضى في العقيدة, لتتجه العوالم كلها إلى رب واحد
, تقر له بالسيادة المطلقة, وتنفض عن كاهلها زحمة الأرباب المتفرقة. ومن ثم : كانت عناية الإسلام الأولى : موجهة إلى تحرير أمر العقيدة,
وتحديد التصور الذي يستقر عليه الضمير في أمر الله وصفاته ,
وعلاقته بالخلائق وعلاقة الخلائق به على وجه القطع واليقين. وكذلك : فالاعتقاد بيوم الدين , الذي هو يوم الجزاء في الآخرة ,
يمثل الكلية الضخمة العميقة التأثير في حياة البشرية كلها, وهي كلية الاعتقاد باليوم الآخر . والاعتقاد بيوم الدين كلية من كليات العقيدة الإسلامية ذات قيمة في تعليق أنظار البشر
وقلوبهم بعالم آخر بعد عالم الأرض, فلا تستبد بهم ضرورات الأرض؛
وعندئذ يملكون الاستعلاء على هذه الضرورات,
ولا يستبد بهم القلق على تحقيق جزاء سعيهم في عمرهم القصير المحدود,
وفي مجال الأرض المحصور, وعندئذ يملكون العمل لوجه الله, وانتظار الجزاء حيث يقدره الله,
في الأرض أو في الدار الآخرة سواء, في طمأنينة لله, وفي ثقة بالخير ’ وفي الإصرار على الحق,
في سعة وسماحة ويقين. ومن ثم: فإن هذه الكلية تُعدُّ مفرق الطريق بين العبودية للنزوات والرغائب,
والطلاقة الإنسانية اللائقة ببني الإنسان, بين الإنسانية في حقيقتها العليا
التي أرادها الله الرب لعباده, والصور المشوهة المنحرفة التي لم يقدر لها الكمال. والكلية الاعتقادية التي تنشأ عن الكليات السابقة, هي العبادة له وحده,
والاستعانة به وحده إياك نعبد وإياك نستعين. وهنا كذلك مفرق طريق: بين التحرر المطلق من كل عبودية, وبين العبودية المطلقة للعبيد. وهذه الكلية: تعلن ميلاد التحرر البشري الكامل الشامل...
التحرر من عبودية الأوهام, والتحرر من عبودية النظم, والتحرر من عبودية الأوضاع
,وإذا كان الله وحده هو الذي يستعان؛ فقد تخلص الضمير البشري من استذلال النظم والأوضاع,
والأشخاص, كما تخلص من استذلال الأساطير والأوهام والخرافات.
وبعد تقرير تلك الكليات الأساسية في التصور والاعتقاد الإسلامي؛
وتقرير الاتجاه إلى الله وحده بالعبادة والاستعانة, يبدأ في التطبيق العملي لها,
بالتوجه إلى الله بالدعاء على صورة كلية تناسب جو السورة وطبيعتها
{ اهدنا الصراط المستقيم * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ *
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }. يضاف إلى ذلك (19) : 2- أن تربية الله للعالمين المذكورة في قوله تعالى رب العالمين ليست لحاجة به إليهم,
كجلب منفعة أو دفع مضرة, وإنما هي لعموم رحمته وشمول إحسانه. وذلك: مأخوذة من إعادة قوله تعالى {الرحمن الرحيم { 3- أن الله تعالى يذكر عباده كي لا يفهم البعض من معنى الرب : الجبروت والقهر فقط –
برحمته وإحسانه, ليجمعوا بين اعتقاد الجلال والجمال. وذلك : بذكرالرحمن وهو المفيض للنعم , بسعة وتجدد, لا منتهى لها,
وبذكرالرحيم وهو الثابت له وصف الرحمة , لا يزايله أبدا. 4- أن الله تعالى – كأنه إذ كرر الرحمن الرحيم – أراد أن يتحبَّب إلى عباده ,
فعرَّفهم أن ربوبيته لهم – في قوله تعالى رب العالمين – ربوبية رحمة وإحسان ,
ليتعلقوا به, ويقبلوا على اكتساب مرضاته, منشرحة صدورهم , مطمنئة قلوبهم. وذلك: من تكرار قوله تعالى{ الرحمن الرحيم{. 5- أن الجزاء على التفريط في العمل الواجب إنما يظهر في الدنيا ظهورا تاما بالنسبة لمجموع الأمة ,
وليس لكل فرد من أفرادها. إذ أنه ما من أمة انحرفت عن صراط الله المستقيم, ولم تراع سنته في خليقته؛
إلا أحل بها العدل الإلهي ما تستحق من الجزاء؛ كالفقر, والذل, وفقد العزة والسلطة . أما الأفراد : فإننا نرى كثيرا من المسرفين الظالمين يقضون أعمالهم
منغمسين في الشهوات واللذات والظلمات, دون أن يحدث لهم – غالبا – أو ينزل بهم مكروه أو جزاء ,
كما أننا نرى كثيرا من المحسنين – في أنفسهم وللناس – من يبتلى بهضم حقوقه ,
ولا ينال – غالبا – من الجزاء على عمله شيئا مما يستحقه. ولذلك : من قوله تعالى{ مالك يوم الدين} وعدم قوله "مالك الدين" .. أي: كأنه تعالى ,
يعرفنا أن للدين يومًا مختارًا عن سائر الأيام , وهو اليوم الذي يلقى فيه كل عامل عمله ,
ويوفى جزاءه كله, لا ينتقص شيء منه ,
كما قال تعالى
{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }
[الزلزلة 7,8 6- أن قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم الذي يعتبر أول دعاء علمنا الله تعالى إياه. معناه: دلنا دلالة تصحبها معونة غيبية من لدنك تحفظنا بها من الضلال والخطأ. وما ذلك : إلا لأن حاجتنا إلى هذه الدلالة المصحوبة بمعونتك الغيبية ,
أشد من حاجتنا إلى كل شيء سواها.
وتوضيح ذلك: أن الهداية على أربع:. الأول: هداية الفطرة والوجدان, كمعرفة الطفل ثدي أمه فور ولادته. الثاني : هداية الحواس والمشاعر .ويشترك فيها الإنسان والحيوان , كما في الأولى. الثالث: هداية العقل. وهي أعلى من هداية الفطرة والحواس,
بل هي التي تصحح غلط الحواس والمشاعر, والعقل هو الذي يبين أسباب هذا الغلط ,
إذ أن البصر يرى الكبير على البعد صغيرا , ويأتي العقل ليحكم بفساد هذا الإدراك ويصححه . الرابع: هداية الدين. فقد يهمل الإنسان استخدام فطرته وحواسه وعقله فيما فيه سعادته...!! وهنا : منحه الله تعالى , هداية الدين , التي هو في أشد الحاجة إليها. يقول تعالى وهديناه النجدين أي طريقي : السعادة والشقاوة , والخير والشر. ولكن..!! تبقى هداية فوق كل ذلك, هداية تتجاوز حدود الدلالة , وتصل إلى مرتبة الإعانة
والتوفيق للسير في طريق الخير والنجاة مع الدلالة . ولما كان الإنسانعرضة للخطأ والضلال في فهم الدين وفي استعمال الحواس والعقل –
كما هو واضح – كان محتاجًا إلى المعونة الخاصة :أمرنا الله تعالى – وهو أحكم الحاكمين –
بطلبها منه, في قوله اهدنا الصراط المستقيموذلك : ليحفظنا ربنا تعالى – بهذه المعونة – من الضلال والخطأ. | |
|
El Castigador المدير العام
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 5914 نقاط : 26602 السٌّمعَة : 19 تاريخ التسجيل : 10/02/2011 العمل/الترفيه : موظف المزاج : الحمد لله الآوسمة :
| موضوع: رد: تأملات حول فاتحة كتاب الله الخميس 05 يوليو 2012, 01:15 | |
| بارك الله فيك اختي على الموضوع جزاك الله خيرا
ملاحظة ينقل الى القســم المناسب | |
|
نادين عضو برونزي
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 424 نقاط : 14930 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 23/06/2012 العمل/الترفيه : طالبة المزاج : مرحة
| موضوع: رد: تأملات حول فاتحة كتاب الله الأربعاء 05 يونيو 2013, 23:23 | |
| | |
|