قصة قصيرة . . . بقلم الدكتور / جاسم المطوع
أخبرني أحد الاصدقاء أن شخصين من المدينة المنورة ذهبا إلى تركيا من أجل أخذ راحتهما بشرب الخمر هناك . . فلما وصلا اسطنبول اشترا الخمر و ركبا التاكسي ثم ذهبا إلى قرية ريفية و سكنا في فندق هناك حتى لا يراهما أحد . . و أثناء تسجيل الأوراق في الإستقبال سألهما الموظف : من أين أنتما ؟ فقال أحدهما : من المدينة المنورة . . ففرح موظف الاستقبال و أعطاهما جناح بدل الغرفة إكراما للنبي الكريم صلى الله عليه و سلم ، فسعدا الشابين و سهرا طول الليل يشربا الخمر فسكر أحدهما والثاني نصف سكرة و ناما ، وتفاجآ بمن يطرق بابهما الساعة الرابعة و النصف فجرا . . فاستيقظ أحدهما و فتح الباب و إذا بموظف الإستقبال يقول له : إن إمام مسجدنا رفض أن يصلي الفجر لما علم أنكما من المدينة و أنتم هنا فنحن ننتظركم بالمسجد. ، فصدم الشاب بالخبر و أيقظ صاحبه سريعا و قال له : هل تحفظ شيء من القرآن ؟ فرد عليه أنه لا يمكن أن يصلي إمام . . و جلسا يفكران كيف يخرجان من المأزق . . و إذا بالباب يطرق مرة أخرى و يقول لهما الموظف : نحن ننتظركم بالمسجد بسرعة قبل بزوغ الفجر ، فدخلا الحمام و اغتسلا ثم نزلا إلى المسجد و إذا به ممتلئ و كأنه صلاة جمعة . . و كانوا يسلمون عليهما فتقدم أحدهما للصلاة فلما كبر و قال "الحمد لله رب العالمين" بكى أهل المسجد و هم يتذكرون مسجد رسول الله ، يقول صاحبنا الذي صلى فيهم : فبكيت معهم و قرأت الفاتحة و الإخلاص في الركعتين و أنا لا أحفظ غيرها و بعد الصلاة إنكب المصلين يسلمون علي . .
فكان هذا الموقف سببا في هداية هذين الشابين . .
منقوله