الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي وقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـم وعضتكم الدنيا بأنيابهـا عضـا
وتسترجع الأيـام مـا وهبتكـم ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
حقوق الناس
أرى راحة للحـق عنـد قضائـه ويثقل يوماً إن تركت على عمـد
وحسبك حظاً أن ترى غير كاذبٍ وقولك لم اعلم وذلك مـن الجهـد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيداً يستعذب الناس ذكـره وإن نابه حق أتـوه علـى قصـد
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـه على المقلين من أهـل المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـي ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
فساد طبائع الناس
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضـرورات لعشرتهـم فكن جحيماً لعل الشـوك يحتـرق
حصيد البدع
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعـاً في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخـف بديـن الله أكثرهـم وفي الذي حملوا من حقـه شغـل
الأمراض من ثلاث
ثلاث هـن مهلكـة الأنـام أو داعية الصحيح إلى السقام
دوام مـدامـةٍ ودوام وطءٍ وإدخال الطعام على الطعام
مدارة الحساد
وداريت كل الناس لكن حاسدي مدارته عـزت وعـز منالهـا
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ إذا كان لا يرضيه إلا زوالهـا
مرارة تحميل الجميل
لا تحملـن لمـن يمـن من الأنام عليـك منـة
واختر لنفسـك حظهـا واصبر فإن الصبر جنة
منن الرجال على القلوب أشد من وقـع الأسنـة
المنــة
رأيتـك تكوينـي بمبسـم منـةٍ كأنك سر من أرسرار تكوينـي
فدعنـي مـن المـن فلقـمـة من العيش تكفيني إلى يوم تكفيني
شح الأنفس
وانطقت الدراهم بعد صمتٍ أناساً بعد ما كانوا سكوتـاً
فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتـاً
الكفر بالمنجمين
خبرا عني المنجـم أنـي كافر بالذي قضته الكواكب
عالماً أن ما يكون وما كان قضاه من المهيمن واجـب
تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائـد
تفـريج هـم واكتسـاب معيشـةٍ وعلـمٍ وآدابٍ وصحبـة مـاجـد
الحض على السفر من أرض الذل
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في موطونـه وفي التغرب محمولُ على العنـق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حاز الفضـل أجمعـه فصار يحمل بين الجفن والحـدق
حال الغريب
إن الغريب له مخافة سارقٍ وخضوع مديونٍ وذلة موثق
فإذا تذكـر أهلـه وبـلاده ففؤاده كجناح طيرٍ خافـق
الحض على الترحال
ما في المقام لـذي عقـلٍ وذي أدبٍمن راحة فدع الأوطـان واغتـرب
سافر تجد عوضـاً عمـن تفارقـه وانصب فإن لذيذ العيش في النصـب
إني رأيـت وقـوف المـاء يفسـده إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطـب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست والسهم لولا فراق القوس لم يصـب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمـة ًلملها الناس من عجم ومـن عـرب
والتبر كالترب ملقـي فـي أماكنـه والعود في أرضه نوع من الخطـب
فـإن تغـرب هـذا عـز مطلـبـه وإن تغـرب ذلـك عـز كالذهـب
الدهر يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطـر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعـه الـدرر
وفي السمـاء نجـوم لا عـداد وليس يكسف إلا الشمس والقمر
اليقظة والحذر
تاه الأعيرج واستغلى به الخطر فقيل له خير ما استعملته الحـذر
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنـت ولم تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بهـا وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الرضا بالقدر
وما كنت راضٍ من زماني بما ترى ولكنني راضٍ بمـا حكـم الدهـر
فإن كانت الأيام خانـت عهودنـا فإنـي بهـا راضٍ ولكنهـا قهـر
رد الجميل بالسيئ
ومن الشقـاوة أن تحـب ومن تحب يحب غيـرك
أو أن تريد الخير للإنسان وهـو يريـد ضـيـرك
الحظوظ
تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكلـه الكـلاب
وعبد قد ينـام علـى حريـرٍ وذو نسبٍ مفارشـه التـراب
تملك الأوغاد
محن الزمان كثيرة لا تنقضي وسروره يأتيـك كالأعيـاد
ملك الأكابر فاسترق رقابهـم وتراه رقاً في يـد الأوغـاد