أشراط الساعة الكبرى .

عنوان
المحاضرة : أشراط الساعة الكبرى .

الحمد لله
رب الأرباب الذي بعث نبيه محمدًا ليتمم مكارم الأخلاق، أحمده سبحانه وهو الواحد
الرزاق،و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن نبينا محمداً عبده و
رسوله وشفيع الموحدين يوم التلاق اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه على
الإطلاق ، ثم أما بعد
:

فالسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أيها الاخوة
و الأخوات : نحمد الله تعالى على أن يسر لنا جميعا هذا اللقاء الطيب المبارك .

و محاضرتنا
نتناول فيها ـ إن شاء الله ـ أشراط الساعة
الكبرى وهي
ظهور المهدي وخروج المسيح الدجال ونزول عيسى
عليه السلام وخروج يأجوج و مأجوج و الخسوفات
الثلاث و الدخان وطلوع الشمس
من مغربها و الدابة و النار و هذه إجمالاً و سيأتي الحديث عنها
بالتفصيل .

و إن من عقيدة
أهل السنة و الجماعة الإيمان بهذه العلامات التي أخبر عنها النبي صلى الله
عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي
يوحى .

كما أن
الكلام حول أشراط الساعة يقوي الإيمان في القلوب ويحث الناس على الأعمال الصالحة و
الاستعداد لليوم الآخر ،لاسيما مع كثرة اقبال الناس على الدنيا ونسيانهم الآخرة .

وللعلم أن أشرط الساعة من حيث وقوعها لم تأت مرتبة ، فقد اختلف ذكرها
في الأحاديث .

ومن
الأحاديث التي جمعت العلامات الكبرى حديث حذيفة بن أسيد في صحيح مسلم ، وذكر
الدخان و الدجال و الدابة وطلوع
الشمس ونزول عيسى و يأجوج ومأجوج وثلاث
خسوفات بالمغرب و المشرق وبجزيرة العرب ونار تخرج من اليمن .

و أيضاً :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه في
مسلم : بادروا بالأعمال ستاً : الدجال و الدخان و طلوع الشمس و أمر العامة وخويصة
أحدكم .

و إذا ظهر
أول العلامات تتابعت كتتابع الخرز في النظام
.

أما الحديث
عنها بالتفصيل فكالتالي :

1/
خروج المهدي :

وهو من أهل
البيت ، يؤيد الله به الدين ، يملك الأرض 7 سنوات أو 8 ، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً و ظلماً.

قال ابن
كثير : في زمانه تكون الثمار كثيرة و الزروع غزيرة و المال وافر و السلطان قاهر و الدين
قائم و العدو راغم و الخير في أيامه دائم .

اسمه : محمد او
أحمد بن عبد الله من ذرية فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم من ولد
الحسن بن علي ،وعلى خده شامة كأنها كوكب دري .
ومعنى المهدي : أي الذي هداه الله للحق .

خروجه : ليس هناك
روايات صريحة صحيحة تدل على مكان خروجه ، من ناحية المشرق ويبايع له عند البيت الحرام ، وليس من سرداب سامراء كما تزعمه الرافضة .

أدلة
خروجه : حديث أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يخرج
في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث وتخرج الأرض نباتها و يعطى المال صحاحاً و تكثر
الماشية وتعظم الأمة ، يعيش سبعاً أو
ثمانياً يعني حججاً . صححه الحاكم و الألباني 711سلسلة .

و قال النبي
عليه الصلاة والسلام : المهدي من عترتي من ولد فاطمة . د،
وابن ماجة ،وص الألباني .

و عن علي رضي
الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المهدي منا أهل البيت
يصلحه الله في ليله . حم ص
الألباني . قال ابن كثير : أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه ويرشده بعد أن لم يكن كذلك
.

والجيش الذي
يبعث لقتاله يخسف الله به الأرض ثم بعد ذلك يموت المهدي ويصلي عليه المسلمون .

و أحاديث
المهدي متواترة ومستفيظة . يقول سماحة الوالد ابن باز رحمه الله : أمر المهدي
معلوم و الأحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضده وقد حكى غير واحد من أهل العلم
تواترها .

و الناس في
المهدي على ثلاثة أقسام : قسم يثبت أمره على حسب الأحاديث وهم أهل السنة و الجماعة
، وقسم ينكرون خروجه ويقولون إنه خرافة ، وقسم يغالون فيه وهم الرافضة . ولقد أحسن من قال فيهم

ما آن
للسرداب أن يلد الذي *** كلمتموه بجهلكم ما آنا ؟

فعلى عقولكم
العفاء فإنكم *** ثلثتم العنقاء و الغيلانا

2/ المسيح
الدجال :

وهو الدجال
الأكبر الضال وهناك المسيح عيسى بن
مريم رسول الله .

وفتنة
الدجال من أعظم الفتن وخروجه مؤذن بقيام
الساعة .

وسمي بالمسيح : لأنه
يمسح الأرض في أربعين يوماً ، أو لأن عينه ممسوحه ، وهو أرجح .

و الدجال : أصل
الدجل هو الكذب و التمويه و التلبيس .

وسمي دجالاً
لأنه يغطي الحق بالباطل ، او لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وقيل لأنه
يغطي الأرض بجموعه وكثرتهم .

صفات الدجال
: ينزل الدجال و المسلمين فيهم قوة ، وفيه يكون قحط و مجاعة .

و الدجال
رجل من بني آدم ، ومن صفاته : رجل شاب أحمر قصير وهوعقيم لايولد له ، أفحج جعد
الرأس أجلى الجبهة عريض النحر ممسوح العين اليمنى ،مكتوب بين عينيه [ ك ف ر ] أو كافر
يقرأها كل مسلم كاتب و غير كاتب .

الأحاديث : عن ابن عمر
رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال بينما أنا نائم أطوف بالبيت فذكر أنه رأى عيسى بن مريم ثم رأى
الدجال فوصفه فإذا هو رجل جسيم أحمر جعد الرأس أعور العين كأنه عنبه طافئة ، رواه البخاري .

وعنه أيضاً
رضي الله عنهما أن النبي صلى
الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال ان
الله تعالى ليس بأعور ألا وأن المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأنه عينه عنبة طافية .رواه البخاري .

وقال عليه الصلاة
و السلام : إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج جعد أعور مطموس العين ليس بناتئة ولا جحراء ،
فإن البس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور . رواه ابوداود .

وقال عليه الصلاة
والسلام : ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور و
إن بين عينيه مكتوب كافر .رواه البخاري ومسلم .

خروجه : يخرج من
جهة المشرق من خراسان من يهودية أصبهان و لا يترك بلد إلا وطئه إلا مكة و المدينة .

وثبت انه لا
يدخل اربعة مساجد : مكة و المدينة و الأقصى و مسجد الطور .

أتباع الدجال : أكثر
أتباع الدجال من اليهود و العجم و الترك و أخلاط من الناس اغالبهم من الأعراب و النساء لجهلهم .

الوقاية من
فتنة الدجال :

1 /
التمسك بالاسلام و التسلح بالايمان .

2 /
التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة .

3 / حفظ
فواتح الايات من سورة الكهف و أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم الى قراتها على
الدجال لما فيها من العجائب .

4 /
الفرار من الدجال و الابتعاد عنه و الافضل سكنى مكة و المدينة .

أما هلاكه : فهو على يد
عيسى بن مريم يقتله عند باب لد في بيت المقدس .

مسألة : هل ابن
صياد هو الدجال ؟ اختلف أهل العلم في ذلك
و الصحيح كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية و ابن كثير : أن ابن صياد دجال من
الدجاجلة و ليس الدجال الأكبر الذي يخرج آخر الزمان .

ومسألة أخرى
: لما ذا لم يذكر الدجال في القرآن ؟ و الجواب :

1/ أنه ذكر
في قوله تعالى : [ يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها ].

2/ أن الله
قد ذكر المسيح ابن مريم في قوله [ و إنه لعلم للساعة ] فاكتفى بذكر
احد الضدين عن الآخر .

3/ أنه ترك
ذكره احتقارا ً .

4 / وذكر
البغوي أن الدجال مذكور في القرآن في قوله تعالى [ لخلق
السموات و الأرض أكبر من خلق الناس ] غافر 57
و المراد بالناس الدجال .

3 / نزول
عيسى عليه السلام : وهو رجل مربوع القامة ليس بالطويل ولا
بالقصير أحمر جعد عريض الصدر ، ينزل عيسى بعد خروج الدجال و إفساده في الأرض ،
وينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بالشام .

وينزل عيسى
على الطائفة المنصورة وهم قد اجتمعوا لقتال المسيح الدجال وهم قد صفوا للصلاة .

أدلة
نزول عيسى من القرآن : قال تعالى : وقولهم
إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه و ما صلبوه ولكن شبه لهم
وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما
قتلوه يقيناً بل رفعه الله إليه وكان الله
عزيزاً حكيماً ]

من السنة
النبوية :

عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : و الذي
نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير
ويضع الحرب ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا و
ما فيها ، ثم يقول أبو هريرة اقرؤا إن شئتم [ و إن من
أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيداً ] رواه
البخاري ومسلم .

4/ يأجوج و
مأجوج : اسمان أعجميان و قيل عربيان و اشتقاقهما من اجت النار أجيجاً اذا التهبت أو من
الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة المحرق من ملوحته .

وهم من
البشر من ذرية آدم عليه السلام .

صفاتهم : هم من الترك الغتم ـ الذين لا يفصحون شيئاً ـ صغار
العيون ، ذلف الأنوف ، صهب الشعور ، عراض
الوجوه .ومن صفاتهم ولكنها بروايات ضعيفه
: أن أجسادهم كالارز [ شجر كبار ] ، وصنف منهم أربعة أذرع في أربعة أذرع ، وصنف
يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى .

و الرويات
الصحيحة تدل على أنهم رجال أقوياء لا طاقة
لأحد بقتالهم .

يقول تعالى : حتى إذا
فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار
الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ] .

وقال عليه الصلاة
و السلام : لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب قد فتح اليوم من ردم يأجوج
ومأجوج هكذا . خ ، م

وهم يمرون
على بحيرة طبرية فيشربونها ويقال قد كان فيها ماء .

5 / الخسوفات
الثلاث : الخسف يقال خسف المكان يخسف خسوفاً
إذا ذهب في الأرض وغاب فيها ومنها قوله [ فخسفنا به وبداره الأرض ]

ودل عليها
حديث حذيفة بن اسيد المتقدم .

وفي حديث أم
سلمة : سيكون بعدي خسف بالمشرق و خسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، قالت أيخسف بالأرض وفيها الصالحون قال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم : إذا أكثر أهلها الخبث . طب

قال ابن حجر
: الخسوف الثلاثة قدراً زائداً وهو عظيم القدر و المكان .

1/ الدخان :

قال تعالى :
[ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ] قيل هو شدة جوع على قريش .

وقيل هو من
الآيات المنتظرة التي لم تأت بعد .

قال عليه الصلاة
و السلام : بادروا بالأعمال ستاً وذكر منها : الدخان .

وقال عليه الصلاة
و السلام : إن ربكم أنذركم ثلاثاً : [ الدخان
يأخذ المؤمن كالزكمة ويأخذ الكافر فينتفخ
حتى يخرج من كل مسمع منه ] رواه الطبراني .

7 / طلوع
الشمس من مغربها : [ يوم يأتي بعض آيات ربك يوم لا ينفع نفساً
إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ] و المقصود
بالآيات : طلوع الشمس من المغرب .

وفي الحديث
عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : لا تقوم
الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا
ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ] رواه البخاري .

وفي الحديث
: أتدرون أين تذهب الشمس ؟ .... م

8/
الدابة :

[ و إذا
وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا
يوقنون ] وذلك يكون عند فساد الناس وتماديهم في العصيا ن .

وتخرج
الدابة ومعها عصى موسى وخاتم سليمان فتخطم ـ تسمه كما يوسم البعير ـ أنف الكافر
بالخاتم وتجلو ـ أي تبيض ـ وجه الكافر بالعصا حتى إن أهل الخوان ـ ما يوضع عليه
الطعام عند الأكل ـ ليجتمعون على خوانهم
فيقول هذا يامؤمن ويقول هذا يا كافر .

9/ النار
:

تخرج من
قعرة عدن في اليمن . وهي آخر العلامات ظهوراً ، و الله أعلم دل على ذلك حديث حذيفه وفي آخره : نار تخرج من اليمن تطردهم الى محشرهم .
م .

و النار
حقيقية وقال بعض أهل العلم انها نار الفتن التي تثير الشر العظيم .

و الحشر
يكون في الدنيا قبل قيام الساعة .

فوائد :

·
عمر عيسى عليه السلام لما رفع 33 وكذلك لما ينزل
.

·
و الحرب زمن المهدي بالشيوف و الخيل و لايمنع أن
تكون هماك الآت الحرب الحديثه .

·
فتنة المسيح الدجال ظاهر النصوص أنها للإنس .

·
الدجال موجود الآن .

·
ليس هناك تقسيم للعلامات أنها كبرى و صغرى و هذا
التقسيم مختلف فيه

·
المكتوب بين عيني المسيح كافر ليحذره ولا يعصم
منه من مجرد القرآءة .