رغم أهمية التوعية الصحية التي تعد
بمثابة الدرع الواقية من أخطر الأمراض، إلا أن التوعية في بلدنا وفي
المنطقة العربية بأسرها ـ للأسف ـ مازالت دون المستوى المطلوب.
والدلائل على قلة إن لم يكن انعدام التوعية كثيرة، فالبدانة
بين النساء والرجال والربو يصيب الأطفال، والسكري يحصد ضحاياه سنةً تلو
الأخرى والتدخين بين الصغار والقائمة تطول، وهي إن دّلت على شيء فهي تدل
على أننا نسير في الاتجاه المضاد لصحتنا.
ومن المعروف أن الأمراض
تنجم عن عوامل لا يمكن التحكم بها، وعوامل أخرى يمكن السيطرة عليها،
فالتدخين، والإكثار من تناول الأطعمة الدسمة، وقلة الحركة، وعدم ممارسة
التمارين الرياضية، وإهمال زيارة الطبيب إلا في الحالات الطارئة، كل ذلك
يعني أننا نسير باتجاه قائمة من الأمراض التي تنتظرنا في مراحل مبكرة من
أعمارنا. وجل أملنا هنا هو التركيز على الصغار لأن التوعية في الصغر وقاية
في الكبر.
ومثل هذه الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا إذا وضعت الخطط
العملية بالتنسيق ما بين الهيئات الصحية من جهة، والتربوية من جهة ثانية،
ومن المهم جداً دمج التثقيف الصحي ضمن المناهج الدراسية، ولكن للأسف نقول
إن بعض المدارس تقوم بأخذ تلاميذها إلى مطاعم الوجبات السريعة، في يوم
ترفيهي، وهذا ما يعزز فكرة أن هذه المطاعم لا تتعارض مع صحة أطفالنا، الذين
تزداد أوزانهم يوماً إثر يوم ويصابون بأمراض عديدة تهدد حياتهم.
ولأن
التوعية الصحية لا تعد مسؤولية الهيئات الصحية فقط نقول إن التوعية الصحية
مسؤوليتنا جميعاً كأفراد ومؤسسات تربوية وإعلامية واجتماعية ورياضية
وغيرها الكثير. فهل نسعى إلى تحقيق هذا الهدف والرقي بمستوى الوعي الصحي من
أجل تعزيز مفهوم الحياة الصحية في حياتنا اليومية إنها دعوة لتحقيق الصحة
أولاً.