تبدأ أزمة طفلك مع الطعام غالباً، بعد بلوغه عامه
الأول، إذ يرفض ما تقدمين له من وجبات غذائية، غنية بالفيتامينات
والمعادن، ويصر على تناول الشوكولاتة والبسكويت، أو لا يرغب إلا بتناول
أصابع السمك، والدجاج مع الكاتشب.
ومهما كنت أمّاً صبورة، فلن تتحملي تصرفه وعناده هذا
طويلاً. والمشكلة أنه، ما إن يلاحظ قلقك واضطرابك حتى يكتشف أن الطعام سلاح
فعال للمضايقة، فمقابل ملعقة من الحبوب، مثلاً، سيحصل على لعبة أو قطعة
سكاكر.
وسيكون الحل بأن تحكمي المنطق، وتخطي عاطفتك، كما
تنصح خبيرة التغذية سارا لويس، لأن هذه الحالة شائعة جداً بين الصغار،
وتنتهي سريعاً. وتشير إلى عدم ضرورة الشعور بالقلق ما دامت صحة طفلك جيدة
ويبدو دائم الحركة والنشاط، ينام بشكل كاف، فهذه كلها اشارات، إلى أنه
يتلقى ما يحتاجه من مغذيات.
حافظي على هدوئك
في هذه الحالة، من الأنسب تفهم ما يأكله طفلك،
وطريقته في تناول الطعام. فإذا كان يرفض استعمال الملعقة، ويميل إلى
استعمال يديه، فإن تجاهلك للأمر، وعدم التعليق على تصرفه، يجعله يبدل
عادته، تلقائيا. فإن عدم تحكمك بما يرغب بتناوله من طعام، لا يعني أنك لا
تستطيعين التحكم بردة فعلك. لذا، حاولي عدم الغضب، رغم استيائك، حتى لا
تزيدي الوضع سوءا. فلن يضر الطفل عدم تناول وجبة من الطعام، في حين سيكون
لثورتك آثار سلبية على الطرفين.
وقد تضع بعض الأمهات لائحة أسبوعية، بما يتناوله
أطفالهن من طعام، ويغفلن ذكر المشروبات. فالحليب من أساسيات نظامه الغذائي،
لغناه بالبروتينات، لكن يجب عدم الإكثار منه، لكونه يمنحه الشعور بالشبع.
ولتكن الوجبات منظمة، ومتباعدة، بحيث لا يتعب الطفل من تناول الطعام، حتى
انه ينصح بالخروج في نزهة، بين الطبيعة، واللعب قليلاً، ليشعر طفلك بالجوع
والسعادة معاً.
استرخاء الأم
إن كانت تجربتك في إطعام الطفل الأولى ستجدين صعوبة
أكبر من الأم المتمرسة في التعامل مع رفض طفلك تناول الطعام. قد تغضبين،
وتشعرين أحياناً كثيرة، باليأس والاحباط لا عليك، استرخي واجعلي الوجبات
الثلاث الأساسية، فرصة للتمتع بأوقات سعيدة مع طفلك باتباعك النصائح
التالية:
1 ـ حافظي على هدوئك وابتسامتك. شاركي طفلك طعامه،
ولو بتناولك كوباً من الشاي مثلا. فالمهم، بالنسبة لصغيرك، وجودك إلى
جانبه، وشعوره بأنكما تمضيان وقتاً ممتعاً معاً.
2 ـ لا تستعجلي أثناء تناول الوجبات. امنحيه متسعاً من الوقت، كي يتعلم الأسلوب الصحيح في تناول الطعام.
3 ـ إن طريقة جلوسه مهمة جدا، وهذه من العادات التي
قد ترافقه طوال حياته. لتكن جلسته مستقيمة وسيسهل عليه الكرسي المخصص
للأطفال هذه المهمة.
4 ـ احرصي على أن تكون الأدوات التي يستعملها مناسبة ليده الصغيرة، وهي متوفرة بكثرة في المحال المخصصة للصغار.
5 ـ حين يلقي بطعامه على الأرض، وهذا تصرف طبيعي لدى
الأطفال المبتدئين في فن الاتكال على الذات، لا تغضبي وغطي مكان جلوسه،
ببعض الصحف القديمة، لتسهل عليك عملية التنظيف.
6 ـ شجعيه على تناول الطعام، بقولك مثلا: ما أجمل لون هذه التفاحة الحمراء، أو «ما أشهى رائحة الحساء».
7 ـ لا تتوقعي منه اتقان استعمال الملعقة، أو الشوكة، بسلاسة في فترة زمنية.
8 ـ ضعي كمية صغيرة من الطعام في الطبق، ليطلب المزيد، إن رغب في ذلك.
9 ـ ليكن أسلوبك في تقديم الطعام شهياً. (كخلط ألوان
الطعام بطريقة ممتعة للنظر، في طبق ذات رسوم محببة للأطفال) فعيون الصغار
ناقدة لا يستهان بها، وأكثر تطلباً من الكبار.
10 ـ انتبهي لما يحب وما يكره، وأضيفي إلى لائحة طعامه مكونات جديدة. كلما أمكن.
11 ـ دعي طفلك يختار ما يرغب في تناوله من أطعمة، وبامكانك اشراكه في تحضير طعامه، بطريقة أو بأخرى إذا كان عمره يسمح بذلك.