ختلف مراحل استقرار العلاقات
الزوجية بين زواج وآخر، ففي حين يعتبر البعض ان السنة الأولى من الزواج هي
من أهدأ مراحل العلاقة الزوجية وأجملها، إذ لا زال البعض يحمل في ذاكرته
الكثير من هذه الفترة، إلا ان آخرون يرون ان السنة الأولى من عمر العلاقة
الزوجية تعتبر الأصعب على الزوجين اذ يعتبرونها مرحلة تعارف حتى ان كثير من
الزيجات انتهت في هذه الفترة.
ويقف الكثيرون عند شهر العسل ويعلنون بانتهاءه انتهاء الاستقرار بين
الزوجين وتبعا لذلك استقرار الأسرة التي لا زالت في مهدها، ويعتقد البعض ان
التقادم قي العلاقة يؤدي الى نضوجها واستقرار الاسرة كما انها تقرب
الزوجين الى بعضهما البعض.نادر محمد "متزوج منذ 15 عاما" وله ولدان وبنتان،
يرى ان من أصعب المراحل التي تمر على العلاقة الزوجية هي التي تكون فيها
الظروف المادية قاسية، معتقدا ان هذه المسألة تؤثر بشكل او بآخر على
استقرار الزوجين وبالتالي ثبات الاسرة، "فانشغال الزوجين بالامور المعيشية
قد يبعدهما عن بعضهما، لهذا يجب وضع اساس للتنسيق بين العمل والاسرة ليكون
السبيل الوحيد لاستقرار الزواج والحفاظ على استمراره".
المرحلة المثاليةويعتقد ان قلة المسؤوليات والاعباء تيسر الحياة الزوجية، معتبرا ان أهدأ
واسعد مرحلة من عمر الزواج و»المرحلة المثالية» هي السنتين الأوليتين،
مرجعا السبب الى عدم وجود المسؤوليات والالتزامات من واولاد وغيرها، مما
يجعل الامور تمر بسلاسة بين الزوجين،إلا ان تقارب الزوجين وتفاهم كل منهما
للاخر هو السبب في استمرار العلاقة حسب اعتقاده.
ويضيف محمد «لقد
تعودت أنا وزوجتي على ان نحل الامور العالقة بيننا في ذات الوقت بحيث لايمر
عليها يوم دون ان نواجهها حتى لا تتراكم المشاكل ولكي يظل تأثيرها محدودا
ومنتهيا في اغلب الاوقات، مشددا على ان تعاون الزوجين وتفاهمهما هو ما يبقى
على روح العلاقة مهما مر عليها من سنوات.
ويعتبر علي عبد الحسين ان
مرحلة شهر العسل هي من اجمل المراحل واكثرها استقرار في الزواج، ولا يمكن
ان يمر على الزوجين ما هو اجمل من هذه الفترة، مؤكدا «ان تأثر العلاقة
الزوجية واسقرار الاسرة مرتبط ارتباطا وثيقا بالعوامل المحيطة بها حيث ان
المسؤوليات وازدياد عدد افرادها يلقي بحمله على استقرار الزوجين وهدوء
زواجهما».
أما الزواج المبكر لجميلة علي عندما كانت في سن الثامنة
عشر فقد حملها الكثير من المسؤوليات التي فوجئت بها، فلم تتوقع ان يحمل
الزواج مسؤوليات جسيمة، معترفة بانها فكرت في الانفصال قبل اكمال زواجها
عامه الاول .
بيد ان جميلة تحمد الله كثيرا على الامور التي حالت
دون انفصالها، فمع مزيد من الصبر والتعود اصبحت اكثر هدوءا، ولم تتوقع
جميلة انها ستكون سعيدة مستقرة بعد ان انجبت ابنها الاول بعد عامين من
زواجها، مؤكدة ان التقادم في العلاقة يمنحها مزيد من الوقت للاستمرار في
الزواج.
شاكر ابراهيم متزوج منذ حوالي 18 عاما، يؤكد ان خبرته في
الزواج جعلته اكثر حكمة في تصنيف مراحل الزواج واستقراره، حيث يصف السنة
الاولى باكثر الاوقات صعوبة، لافتا الى انها مرحلة تعارف للزوجين.
ويعتبر
ان التقادم في العمر يعطي الحياة الزوجية مزيدا من الاستقرار ويقرب
الزوجين من بعضهما، مبينا «فتحملهما لمسؤولية تكوين اسرة بكل ظروفها
وتبعاتها يجعلهما اكثر التزاما بها واكثر اهتماما للمحافظة عليها».
ويعترف
شاكر ان زوجته هي صمام الامان في الاسرة فهي البارعة في الاحتفاظ بهدوء
الاسرة في كل الاوقات، مشيرا الى ان النضوج في العلاقة يكون بعد عمر
الثلاثين حيث ان هذا الزواج يكون محملا بالمسؤوليات التي تجعل الطرفين اكثر
تعقلا في التعامل، بخلاف الزواج الذي يكون طرفاه في عمر اصغر وقد لا يعيان
حجم المسؤولية التي تقع على عاتقها.