مْرِءٍ فنٌّ إذََا جَدَّ جَدُّه
وَفَنِّي إذَا جَدَّ الْغَرَامُ جُنُوْنُ
تُغَالِبُنِي الأشْوَاقُ والْقَلْبُ حَائِرٌ
وَفِي حَرَكَاتِ الـجِّسْمِ مِنْهُ سُكُوْنُ
أقَضِّي لَيَالِي الْهجْرِ وَسْنَانَ سَاهِداً
وَخَدِّيْ بِمَفْضُوْحِ الدُّمْوُعِ عُيُوْنُ
وأكْبُتُ شَوْقَ الصَّدْرِ وَهْوَ جَهَنَّمٌ
وأرْقِصُ لُبَّ الْقَلْبِ وَهْوَ حَزِيْنُ
وَكَيْفَ يَنَامُ اللَّيْلَ مَنْ بَاتَ قَلْبُهُ
عَلَى كَفِّهِ وَالدَّاءُ فِيْهِ دَفِيْنُ
وَيَغْلُبُنِي حُزْنِي وأُخْفِيْهِ تَارَةً
وَيَعْظُمُ شَوْقِي تَارَةً ويَهُوْنُ
تُقلِّبُنِي النّجوى تقلب واجِمٍ
وبالليل مِنِّي زَفرةٌ وَأنينُ
أحُنُّ وَفِي قَلْبِي أمَانٍ دَفِيْنَة
وَفِي خَطَرَاتِي لَهْفَةٌ وَحَنِيْنُ
فبعض شُجُوْنِي تستجير ببعضها
وبعض شعوري تشتكيه شُجُوْنُ
دُمُوْعٌ وَسهْدٌ واكتئابٌ وُعُزْلَةٌ
وَفِكْرٌ وَدَمْعٌ وَاجِمٌ وَظُنُوْنُ
أحِبَّةُ لا تَحْنُو عَلَى عَاشِقٍ وَلا
يَحِنُّوْنَ لِلْمُشْتَاقِ وَهْوَ حَنُوْنُ
أصُوْنُ هَوَاهُمْ والْفؤُادُ مُعذَّبٌ
وَلَيْسُوا إذَا صُنْتُ الْعُهُوْدَ يُصُوْنُوا
شَكُوْتُ جَفَاهُمْ فاِسَتَرابُوْا شِكَايَتِي
وَأَبْدَيْتُ أَعْذَارِ الْهَوَى ليلينوا
شَقَيْتُ بِهِمْ حَتّى العواذل أشفقوا
وَذا حَالُ صَبٍّ فِي الْفراقِ ضَنِيْنُ
وَقَدْ عَاتَبُوا أنِّي نَسَيْتُ وِدَادَهَم
وَقَصَّرْتُ عَمَّا يَقْتَضِيْه مَدينُ
وَقَالُوْا تَنَاسَانَا فَقَابَلْتُ فِعْلَهُم
عَلَى الرَّغْمِ مِنِّي وَالْفِعَالُ تُدِينُ
بَنَيْتُ لَهَمْ وَسْطَ الجوَانِحِ مَعْبَداً
أنَا فِيْهِ صُوْفِيِّ الْهَوَى وَخدِيْنُ
وَأنِّي قَدِ اسْتَذْكَرْتُ أمْراً نَسَيْتُهُ
وَقَدْ يَخْتَفِي أمْرٌ عليَّ قَمينُ
بَأنَّهُمُ نُوْرُ الْعُيُوْنِ وَنَابِضٌ
بِقَلْبِي وَعِشْقٌ فِي الْكَيَانِ دَفِيْنُ
أرَى طَيْفَهُمْ حَقَاً بِكُلِّ جَوَارِحِي
وَقَدْ بَاتَ يَحْدُوْنِي الْغَدَاةَ حَنِيْنُ
فَهَلْ مِنْهمُ عَطْفاً عَليَّ بِنَظْرةٍ
لِصَبٍّ لَهُ لَيْلُ السُّهَادِ قَرِيْنُ
منقول للأمانه