المناخ الأسري الأكثر تأثيراً في التحصيل الدراسي

أشارت دراسة إلى أن مناخ المجتمع
الأسري هو أكثر المناخات تأثيرا على التحصيل الدراسي، إذ ان مستوى ثقافة
الأسرة وإمكاناتها ومدى قدرتها على مساعدة الطالب في تحصيله الدراسي.
وأوضحت الدراسة التي أعدتها الباحثة منيرة خميس التي جاءت تحت عنوان “أثر
البيئة في التحصيل الدراسي للطالب” أن “توفير المناخ الأسري المهيأ للتحصيل
القائم على التفاعلات الايجابية بين التلميذ ووالديه واخوته فضلا عن
الرعاية والتوجيه الايجابي الأسري للأبناء كلها ظروف وعوامل يؤدي وجودها
إلى تحقيق التفوق”.

وفيما يخص الطلبة المتفوقين، أشارت خميس إلى أن
“أسر الطلاب المتفوقين تتميز بتشجيع الاهتمامات والنشاطات الإبداعية وإعطاء
الحرية الكافية للأبناء في اتخاذ قراراتهم باتجاه[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ايجابي من قبل الوالدين
نحو المدرسة والمدرسين والنشاطات العقلية بمشاركة الوالدين في بعض النشاطات
اللامنهجية أو المنهجية للأبناء”.

وأضافت الباحثة أن “انتماء الطفل
إلى مستوى اجتماعي - اقتصادي معين يؤثر بصور مختلفة في الظروف التي تحيط
به في المدرسة وفي العلاقات التي تنشأ بينه وبين زملائه بدافع الإنجاز
والتحصيل”.

واعتبرت خميس أن “المدرسة تمثل المناخ المكمّل للمناخ
الأسري التي يقضي فيها الطالب نصف يومه على الأقل، ويتأثّر فيها بجانبين
رئيسيين هما المعلم، وأقرانه.. فالمعلم المسؤول المباشر عنه وتقع عليه
إيجابياته وسلبياته، والأقران هم الخط الموازي له في محيطه وهم عامل دفع
مهم لسلوكياته ودافعه للتحصيل العلمي”، لافتة إلى أن “البيئة الجغرافية لا
تمثّل عاملا ًرئيسا ًفي التحصيل العلمي مقارنة ًبالبيئة الاجتماعية، أما
كون الطالب من بيئة ريفية أو مدنيّة فهذا موضوع يحتاج بحثا ً مستقلا ً بحد ّ
ذاته”.

وأوصت الباحثة بضرورة اتباع استراتيجية تدريسية يعمل بها
المعلم، تتمثل هذه الاستراتيجيات في مراعاة أوجه التشابه والاختلاف بين
الطلبة وتطوير مهارات المقارنة، التصنيف والحوار لديهم، والتلخيص واخذ
الملاحظات على أن يتم تلخيص الأفكار الرئيسة التي تركز على تحليل المعلومات
وبالتالي تعزز فهم الطلاب لمحتوى المنهج”.

وتطرقت الباحثة من خلال
التوصيات إلى ضرورة الاهتمام بالواجبات المنزلية موضحة أن “الخبرة المنزلية
من خلال الواجبات توفر للطالب أفضل الفرص لتعميق الفهم مما يسهم في تعزيز
مهارات الطالب للتعامل مع المقرر الدراسي، ودور المعلم في هذا المجال كبير،
إذا أحسن التعامل مع تلك الواجبات”، مضيفة أن “التعامل مع الأشكال والصور
والنماذج والرسومات البيانية تعد مهارة يجب أن يمتلكها الطالب من خلال
تحويل تلك النماذج إلى لغة فهم يستطيع ترجمتها إلى لغة مكتوبة أي تحويل
الصورة الذهنية إلى عبارات تؤشر على فهم المقرر الدراسي.

وفيما يخص
التعلم التعاوني أشارت الباحثة إلى أن هذه الاستراتيجية تمارس داخل الغرفة
الصفية وتعزز التعلم الفردي والجماعي كما تساهم في التفاعل الايجابي بين
الطلبة وتحفز عمل الطلبة كفريق متكامل.

ولفتت الباحثة إلى ضرورة
تحديد الأهداف والتغذية الراجعة إذ ان تحديد الهدف يعتبر موجها للتعلم وهي
مسؤولية المعلم تجعل الطالب مدركا لعملية التعلم وبالتالي فان التغذية
الراجعة في هذا المجال تسهم في متابعة الطالب في عملية تعلمه، علاوة على
توليد الأفكار واختبار الفرضيات وتشجع الطالب على مهارة التحليل والاستقصاء
واتخاذ القرارات وحل المشكلات، ثم الاستفادة من المعرفة السابقة التي
يمتلكها الطالب من خلال تقديم المعرفة الجديدة وربطها بالمعرفة السابقة مما
ينشط المعرفة التي يمتلكها الطالب.

وأكدت خميس ضرورة تدريب جميع
المعلمين لاكتساب مهارات التدريس لأن المعلم هو الذي يتعامل مع الطالب
مباشرة، وأيضا تدريب من يتعامل مع المعلمين على فهم تلك الاستراتيجيات
خصوصا من هم في موقع المسؤولية الإدارية والفنية في المدرسة.